في تطورات غريبة شوي، بدأت تطلع تقارير قوية أمس من The Wall Street Journal تقول إن شركة ميتا (مالكة فيسبوك وانستقرام وواتساب وثريد) سوّت إعادة هيكلة كبيرة لقسم الذكاء الاصطناعي، ووقفت التوظيف فيه مؤقتًا! والملفت إن القرار هذا جاء بعد سنين من الصرف الضخم اللي أشرف عليه مارك زوكربيرغ بنفسه.
وبعدها على طول، صحيفة New York Times كتبت مقال ايضاً وقالت إن ميتا تفكر تخفف العمل في وحدة الذكاء الخارق (Superintelligence)، وممكن حتى تبدأ تستخدم نماذج ذكاء اصطناعي جاهزة من شركات ثانية بدل ما تكمل على نظامها الخاص! شيء بصراحة محرج شوي لما نعرف كم مليارات صرفوها عشان يطورون شيء “خاص فيهم” وفجأة يوقفون ويفكرون في إستخدام مصادر أخرى!
حسب المقال وبعض التغريدات والمقالات اللي Riddit أن فيه نية حقيقية لإستخدام نماذج ذكاء خارجيّة سواء كانت مفتوحة المصدر أو مرخّصة من شركات ثانية وفيه تنفيذيين كبار راح يطلعون من قسم الذكاء الاصطناعي اللي داخل شركة ميتا وممكن يتم حذف وظائف أو نقل موظفين لأقسام ثانية داخل الشركة.
الوضع طبيعي ومخيف شوي بنفس الوقت؟
الذكاء الاصطناعي يتطوّر بشكل مرعب وسريع عشان كذا نشوف تقدم سررريع في قدرات النماذج مثل توليد الصور، الفيديو، البرمجة، التحليل المالي، وحتى كتابة العقود القانونية وصار الذكاء الاصطناعي يدخل في كل شيء: الطب، التعليم، الأمن، الماركتنج، وحتى الفنون…إلخ وكل يوم شركات تضخ مليارات في القطاع، من OpenAI إلى Meta إلى Google يعني التطور التقني مستمر وأكيد الذكاء الاصطناعي ما راح يوقف هنا راح نشوف استخدامات أذكى وأعمق، لكن مو بالضرورة تكون دائمًا مربحة أو فعّالة لكل الشركات وعشان كذا قسم ضخم فيه آلاف الموظفين ممكن مايكون هو أفضل شيء لإنتاجية عالية! بعد كل هالصرف اللي سواه مارك لدرجة أن فيه عروض وظيفية قدمها ب100 مليون دولار (375 مليون ريال) سنوياً للموظفين المميزين وحسب بعض المصادر أنه سحب بعض الموظفين من شركات كبيرة منافسة! وأعتقد من الطبيعي زوكربيرغ يبدأ يفلتر ويدوّر على موارد أحسن وفي نفس الوقت إستخدام نماذج خارجية يخلينا نفتح تساؤلات هل فعلاً نجح إستثمار ميتا في الذكاء الاصطناعي؟ ولا بدأوا يحسون أن المشروع ضخموه بزيادة؟ ميتا ردّت بشكل رسمي وقالت إن التغيير هذا “جزء من التخطيط التنظيمي السنوي” وإنهم بس يعيدون هيكلة الجهود لبناء وحدة الذكاء الخارق بس في الواقع، المستثمرين ما ابتلعوا التبرير بسهولة ولذلك هبط السهم الفترة الماضية بعد ماسجل قمة تاريخية.
فيه فقرة من تقرير WSJ كانت ساخرة ملخصها: المستثمرين بدأوا يقلقون من زيادة ضخ الفلوس الضخمة في الذكاء الاصطناعي خصوصًا وأن مكافآت الأسهم المرتفعة للموظفين في ميتا وقوقل ممكن تقلل العوائد على المساهمين وفيه أيضاً تحذير من Morgan Stanley ذكروا فيه أن هذا الإنفاق الكبير فيه إحتمالين الأول: ممكن فعلاً ينعكس ويسوي اختراعات قوية وثروات جديدة أو الأحتمال الأخر أنه يتحوّل لـخسارة قيمة المساهمين بدون مكاسب ابتكارية حقيقية فعلية والواضح أن السوق بدأ يرجّح الاحتمال الثاني ولذلك هبط سهم ميتا الفترة الماضية!.
الأجواء بدت تبرد في هبة الذكاء الإصطناعي!
الأجواء بدأت تبرد في أسهم الشركات اللي تركز على الذكاء الإصطناعي خصوصاً سهم ميتا نزل 4 أيام متتالية، وأصبح ارتفاعه لعام 2025 محدودًا عند 27% (كان أكثر بكثير سابقًا) وفيه تقرير من MIT ذكر أن 95٪ من الشركات ما شافت أي نتائج حقيقية من مبادرات الذكاء الاصطناعي، وهذا اللي خلى التوتر يزيد واللي يلفت النظر فعلاً زي الميتافيرس اللي أختفى وزوكربيرغ نفسه قال في بداية 2025 إن السنة “محورية للميتافيرس”، بس في مكالمة الأرباح الأخيرة في يوليو، ذكره مرة وحده بس وبدون حماس! في المقابل:”الذكاء الاصطناعي” تكرّر 62 مرة في نفس المكالمة و”الذكاء الخارق – Superintelligence” ذُكر 20 مرة وهذا واضح إن التركيز اختفى وهذا اللي خلى المستثمرين في الذكاء الإصطناعي يأخذون إنطباع أن ممكن يكون مصيره زي مصير الميتافيرس.
هل فعلاً وصلنا القمة وبتنفجر فقاعة الذكاء الإصطناعي؟
خلونا نتفق أننا ما نقدر نقول إنها النهاية لكن فيه كثير من المؤشرات تقول إننا ممكن نكون في أول مراحل التصحيح الميزة هنا أن اللي قاعد يصير في ميتا يعطي لمحة عن وضع بقية شركات التكنولوجيا، خصوصًا اللي بالغت في الوعود والميزانيات الضخمة ما بين جنون الصرف على أنهم يجيبون مواهب برواتب خيالية جداً تبخّر النتائج الفعلية لذلك خلونا نقول أن الذكاء الاصطناعي قاعد يمر باختبار حقيقي! ومن جهة ثانية كثير من الشركات داخلة في الذكاء الاصطناعي بس عشان تقول إنها تستخدمه بدون أي نتائج فعلية مليارات تُصرف على فرق ومنتجات بدون قيمة واضحة بس عشان يسوون ضجة تسويقية زي ما صار مع ميتا بعد ما سمّوا الذكاء الخارق الحين قاعدين يعيدون التفكير ويستعملون نماذج جاهزة لذلك ممكن نشوف تصحيح قوي في السوق (زي اللي صار مع الميتافيرس، والويب 3)، خصوصًا إذا ما شاف المستثمرين نتائج ملموسة فعلية لذلك رأيي أن الذكاء الاصطناعي ما راح ينفجر بمعنى يختفي أو يفشل لكن الضجة الزايدة راح تخف كثير، والشركات اللي ما عندها تطبيق عملي فعلي راح تطلع من الصورة واللي بيستفيد هو اللي بيدمج الذكاء الاصطناعي بشكل واقعي في منتج يخدم الناس أو يحل مشكلة حقيقية.
نراكم في مقال أخر 