من زمان وإحنا نسمع عن الذكاء الاصطناعي (AI)، وكثير ناس وأنا منهم كنا نعتبره ترند، ومجرد تسلية نسأله أسئلة ويجاوب، بس اللي جالس يصير اليوم ماهي نظام يكتب لك شوية كلام… هو فعليًا قاعد يغير طريقة شغلنا بالكامل، خصوصًا عندنا في شركتنا لمواقعنا “المربع نت” و“مستعمل”، سواء كإدارة أو كفرق عمل في أقسام مختلفة. أغلبنا أعتقد ماعاد صار يستخدم قوقل كثير وصرنا نستخدم ChatGPT وأعتقد أن Google إذا ما تطورت وواكبت سرعة الذكاء الإصطناعي في نظامها Gemini بتواجه تحدي كبير، لأن طريقة الوصول للمعلومة قاعدة تتغير الناس تبي إجابة سريعة، دقيقة، ومباشرة، وهنا يجي دور أدوات مثل ChatGPT وغيرها.

في “المربع نت“، كنا نواجه تحديات يومية في كتابة الأخبار، تنسيق المحتوى، وضغط الشغل خصوصًا وقت معارض السيارات والأحداث لكن اليوم، الذكاء الإصطناعي صار يساعدنا نلخص، نصيغ عناوين، نكتب منشورات سوشال ميديا، وكل هذا بسرعة وجودة كبيرة وما عاد نحتاج نبدأ من الصفر! ومن بداية هذي السنة 2025 صار إجباري على جميع الموظفين (85%) بشكل كامل يستخدمونه كمساعد في الصياغة والمصادر والتحقق من المعلومة وهذا الشيء ساعد الموظفين أنهم يشتغلون بذكاء أسرع، وأحياناً أفضل ووقت أقل فمثلاً المنشور كان يأخذ من الموظف ساعة كاملة لتنسيق المحتوى والبحث وجدولة النشر، صار الآن يتم في 15 دقيقة فقط، بصياغة أفضل، وبدون أخطاء تقريباً.
واما أحد أهم الأقسام عندنا وهم فريق السيرفرات والبرمجة، يا كثر المرات اللي ساعدنا فيها الذكاء الإصطناعي في كتابة أكواد، أو اكتشاف أخطاء في النظام، وساعدنا في مراقبة الأداء بشكل لحظي (CPU, Memory, Traffic) وايضاً إذا لاحظ النظام زيادة غير طبيعية في استهلاك الموارد، ينبه الفريق تلقائياً مع اقتراح الحل ممكن (Restart – Scaling – Caching) حتى اقتراح حلول أسرع من اللي كنا نتوقع وصار زي المساعد الذكي جنب المبرمج وهذا وفر وقت وحمى الشبكة من أي توقف مفاجئ.
فريق التحرير عندنا سابقاً يتابع أكثر من 90 مواقع حول العالم تخص أخبار السيارات (موقع الشركة الأم والمواقع الكبيرة في نفس الدولة) كالمواقع اليابانية والكورية والأمريكية وغيرها يومياً يدخل عليها يشيك ويتابع أي أخبار نزلت عندهم ويتتبع المواضيع الشائعة أو الترند عندهم عشان نغطيها عندنا بشكل سريع عبر منصاتنا لجمهورنا، اليوم بنينا نظام باستخدام AI، صار يجمع لنا كل جديد من المصادر الرسمية ويتحقق منها، ويعرضها بطريقة مرتبة وسهلة صار دور المحررين يركزون على إختيار الأفضل بدل ما يضيع وقته في البحث والتفقد اليدوي.
فريق تحليل البيانات عندنا أيضاً صار عمله أسهل في متابعة التعليقات التفاعلات وتحديد أي منشورات يحبها الجمهور وأي مواضيع التفاعل فيها ضعيف كيف نعيد صياغتها لتوصيلها بشكل أقوى, وفريق خدمة العملاء أعتقد أكثر قسم ساعده الـAI بحيث أنه بناءً على سلوك ونبرة المستخدم يساعده في صياغة إجابات دقيقة وسريعة يقلل من وقت الموظف في الرد اليدوي على اللي يسأل سواء عن معلومات للسيارة أو عرض أو مشكلة في سيارته!.
أما في “مستعمل“، المنصة الخاصة بالبيع والشراء بين الأفراد (C2C) مع أكثر من 1.8 مليون بائع ومشتري، فصار الذكاء الإصطناعي يصنف الإعلانات تلقائياً ونكتشف المكرر والمخالف في خلال لحظات وبمجرد ما يكتب المعلن عنوان إعلانه، يتحدد له القسم المناسب مباشرة طيب النتيجة؟ تجربة مستخدم أنظف، أسهل، وأسرع… والمشرفين ارتاحوا من المهام المتكررة.
اللي فعلاً لاحظناه إن الذكاء الاصطناعي قلل التكاليف علينا ماهو بس في الفلوس في شيء أهم وهو الوقت، سواء من وقت الموظف او مدراء الأقسام، أو من عدد المهام اليدوية اللي كنا نشتغلها بشكل روتيني، الشغل صار أذكى والأخطاء أقل بكثيييير، أسرع، وأحياناً أفضل والجمهور يحصل على محتوى يحبه والعميل مبسوط!.
هل الـAi بيخلينا نسنتغني عن موظفينا؟ دائماً أقول للموظفين عندنا (الذكاء الإصطناعي ما جاء ياخذ مكانك، جاء يساعدك) لكن أكيد فيه ناس خايفه إن الذكاء الإصطناعي ياخذ مكانهم، لكن الواقع، إن أكثر الشركات الناجحة هي اللي تستخدمه كأداة مساعدة، مو كبديل للموظفين بمعنى، الموظف اللي يعرف يستخدم الذكاء الاصطناعي، بيكون له قيمة أعلى وأعتقد أن الذكاء الاصطناعي ما هو تهديد… هو فرصة اللي يتعلم يستخدمه من الآن، بيكون متقدم بخطوات عن الموظفين اللي في قسمه وبيكون مرغوب لأنه بيرفع الإنتاجية وبيقلل الأخطاء اللي بتسهل عليه وعلى فريقه واللي يتجاهله للأسف ممكن يتأخر كثير وبيضيع عليه فرص مستقبلية وبيعاني مع فريقه وسواء كنت كاتب محتوى، مبرمج، أو حتى في خدمة العملاء… حاول تندمج مع التقنية الجديدة، خذها كمساعد لك، مو بديل عنك.
أخيراً فيه تقرير من McKinsey يقول إن الذكاء الإصطناعي راح يساعد في تقليل المهام المتكررة، ويخلي الموظفين يركزون على المهام الإبداعية أو التحليلية ( المصدر ) أتفق معهم 100% وهذا اللي صاير معنا الأن صار الموظف دوره أقل وتركيزه أعلى في المتابعة على العمل بجهد أقل وبوجود خبرته ايضاً صار يصحح بعض المعلومات وصار هو و الـAi يكملون بعض.
نراكم في مقال أخر